للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل معناه: كافًّا للنَّاس تكفّهم عما هم عليه من الكفر، وتدعوهم إِلَى الإِسلام، والهاء فيه للمبالغة {وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

٣٠ - {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠)} (١) الآيتين.


= سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول: إن الله تعالى فضل محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على أهل السماء وعلى الأنبياء. قالوا: يَا ابن عباس فبم فضله على الأنبياء؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تعالى قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} وقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} فأرسله الله تعالى إِلَى الجن والإنس. وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنهما قد ثبت في الصحيحين رفعه عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النَّبِيّ يبعث إِلَى قومه خاصة وبعثت إِلَى النَّاس عامة".
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٢٨٧/ ١١ - ٢٨٨.
(١) {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ} أي: ميقات يوم وهو يوم البعث. وقيل: وقت حضور الموت، وقيل: أراد يوم بدر؛ لأنه كان يوم عذابهم في الدنيا، وعلى كل تقدير فهذِه الإضافة للبيان، ويجوز في {مِيعَادُ} أن يكون مصدراً مرادًا به الوعد، وأن يكون اسم زمان. قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد بمعنى. وقرأ ابن أبي عبلة بتنوين {مِيعَادُ} ورفعه، ونصب يوم على أن يكون {مِيعَادُ} مبتدأ، و {يَوْمًا} ظرف، والخبر لكم. وقرأ عيسى بن عمر برفع {مِيعَادُ} منونًا، ونصب يوم مضافًا إِلَى الجملة بعده. وأجاز النحويون {مِيعَادُ يَوْمٍ} برفعهما منونين على أن ميعاد مبتدأ و {يَوْمٍ} بدل منه، وجملة {لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} صفة لميعاد: أي: هذا الميعاد المضروب لكم لا تتأخرون عنه ولا =

<<  <  ج: ص:  >  >>