للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونعمه عند الذين أغرقهم، وإليه ذهب ابن زيد (١)، وقيل: معناه عاقبناهم لله ولأجل كفرهم به (٢).

وقرأ مجاهد وحُميد: {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} بفتح الكاف والفاء يعني: كان الغرق جزاء وعقابًا لمن كفر بالله وكذب رسوله، وما نجا من الغرق غير عوج بن عنق، وكان الماء إلى حجزته (٣) وكان السبب في نجاته على ما ذكر أنَّ نوحًا عليه السلام احتاج إلى خشب الساج لبناء السفينة فلم يمكنه نقلُها، فحمل عوج تلك الخشبة إليه من الشام، فشكر الله عز وجل له ذلك ونجاه من الغرق (٤).

١٥ - قوله عز وجل: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا} يعني: هذِه الفعلة (٥) أو السفينة (٦).


(١) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٩٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٩٤، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢٢٨.
(٢) أورده ابن الجوزي ونسبه لمجاهد، "زاد المسير" ٨/ ٩٣.
(٣) الحجزة: حجزة الإنسان مَعْقَد السراويل والإزار "اللسان" (حجز) ٥/ ٣٣٢.
(٤) وذكره القرطبي قصته في "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٣٣، وينظر: "قصص الأنبياء" للثعلبي (ص ١٣٦)، وقد رد ابن كثير على ذلك فقال: كيف يسوغ فيه أن يهلك الله ولد نوح لكفره وأبوه نبي الأمة وزعيم أهل الإيمان ولا يهلك عوج بن عنق - ويقال: عناق وهو أظلم وأطغي على ما ذكروا: "البداية والنهاية" ١/ ١١٤.
(٥) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٨٨، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٠٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٣٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٢٩، "الكشاف" للزمخشري ٤/ ٤٣٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٩٤، "مدارك التنزيل" للنسفي ٤/ ٢٠٣، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢٢٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ١٧٦.
(٦) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٩٥، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤١٣، =

<<  <  ج: ص:  >  >>