للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم ... لؤمًا، وأبيضهم سربال طباخ

٧٣ - قوله عز وجل: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} الآية (١)

اختلفوا في سبب نزولها، فقال سعيد بن جبير (٢): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلم الحجر الأسود فمنعته قريش وقالوا: (لا ندعك حتى تلم بآلهتنا) (٣) فحدث نفسه وقال: ما عليّ أن ألّم بها والله تعالى يعلم أني لها كاره بعد أن يدعوني أسلتم الحجر! فأنزل الله عز وجل هذِه الآية (٤).

وقال قتادة (٥): ذكر لنا أن قريشًا خلوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه ويفخمونه ويسوّدونه ويقاربونه، وكان من قولهم أن قالوا: إنك لتأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس، وأنت سيدنا


(١) من (ز).
(٢) أسند إليه الطبري نحوه في "جامع البيان" ١٥/ ١٣٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٤٠ (١٣٣٥١)، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٦٧ بلفظ: إن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نكف عنك إلا بأن تلم بآلهتنا، ولو بأطراف أصابعك، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "ما على لو فعلت والله يعلم أني لكاره" فنزلت هذِه الآية، قاله سعيد بن جبير، وهذا باطل لا يجوز أن يظن برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
انتهي كلام ابن الجوزي، ولعل استنكاره لذلك أنه نقله عن الواحدي "أسباب النزول" (ص ٢٩٧) وليس فيه فحدث نفسه وحديث النفس ليس عليه مؤاخذة.
(٣) عند ابن أبي حاتم: لا ندعك تستلمه حتى تستلم آلهتنا، وعند الطبري: لا ندعه حتى يلم بآلهتنا، وعند الواحدي كما ذكره ابن الجوزي.
(٤) الأثر مرسل ومضطرب المتن.
(٥) روى الطبري نحوه في "جامع البيان" ١٥/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>