للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٠ - {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ}

يعني: علم العزة لمن هي (١) {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}.

وذلك أن الكفار عبدوا الأصنام، وطلبوا بها التعزز كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)} (٢)، وقال: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١)} (٣)، فرد الله تعالى عليهم فقال: من أراد أن يعلم لمن العزة بالحقيقة فإن العزة لله جميعًا (٤)، ومن أراد أن يكون في الدارين عزيزًا فليطع الله، فإن العزة لله جميعًا (٥) {إِلَيْهِ}


= التخريج:
رواه أَحْمد في "المسند" ٤/ ١١ (١٦١٩٢، ١٦١٩٣)، قال الأرنؤوط: إسناده ضعيف لجهالة حال وكيع بن حدس. حسنه الألباني في "صحيح الجامع" (١٣٣٤).
(١) وهذا التقدير عند الفراء: من كان يريد علم العزة. وكذا قال غيره من أهل العلم. أي: من كان يريد علم العزة التي لا ذلة معها؛ لأن العزة إذا كانت تؤدي إلى ذلة فإنما هي تعرض للذلة، والعزة التي لا ذل معها لله عز وجل.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٢٨.
(٢) النساء: ١٣٩.
(٣) مريم: ٨١.
(٤) من (م).
(٥) وهذا معنى قول الزجاج، وقيل: (وإذا تذللت الرقاب تواضعًا .. منا إليك فعزها في ذلها) فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر، ويدخل دار العزة ولله العزة فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به؛ فإنَّه من اعتز بالعبد أذله الله، ومن اعتز بالله أعزه الله. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>