للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سادسًا: اللغة العربية واعتماد الثعلبي عليها في تفسيره

[أهمية اللغة العربية في تفسير القرآن الكريم]

تعد اللغة العربية من أهم مصادر تفسير كتاب الله جلَّ وعلا وذلك لأن القرآن نزل {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)} [الشعراء: ١٩٥] فلا يمكن تفسيره إلا بالاعتماد على لغة العرب.

وقد كان من بين المصادر التفسيرية عند الصحابة رضوان الله عليهم الاجتهاد وقوة الاستنباط، وكان من أهم أدوات ذلك الرجوع إلى اللغة العربية، ومعرفة أوضاعها وأسرارها ومصطلحاتها، ومعرفة أشعار العرب وعاداتهم في مخاطباتهم شعرًا ونثرًا، وكان الصحابة كثيرًا ما يستشهدون بأشعار العرب.

يقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: الشعر ديوان العرب، فإذا خفي عليهم الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغتهم رجعوا إلى ديوانهم فالتمسوا معرفة ذلك (١).

وكان من بعد الصحابة من التابعين وأتباعهم يؤكدون هذا المبدأ، وينبهون على خطورة التَّصدي لتفسير كلام الله -عز وجل- دون العلم بلغة العرب.

يقول الإمام مجاهد بن جبر رحمه الله وهو تلميذ ابن عباس: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلَّم في كتاب الله إذا لم


(١) "البرهان" للزركشي ١/ ٣٦٨. وكذا قول مجاهد ومالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>