للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصف نهارهم ثم قال -عز وجل-:

٦٤ - {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (٦٤)}

هذا وصف ليلهم (١).

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: من صلى بالليل ركعتين أو أكثر من ذلك فقد بات لله ساجدًا وقائمًا (٢).

وقال الكلبي: ويقال: الركعتان بعد المغرب وأربع بعد العشاء الآخرة (٣).

٦٥ - {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}

أي: ملحًّا دائمًا لازمًا غير مفارق من عُذِّبَ به من الكفار، ومنه سمي الغريم، لطلبه حقه وإلحاحه على صاحبه وملازمته إياه، وفلان مغرم بفلان إذا كان مولعًا به لا يصبر عنه ولا يفارقه (٤). قال


(١) أخرجه بنحوه عنه الطبري فِي "جامع البيان" ١٩/ ٣٥، وابن أبي حاتم فِي "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٢٣.
وذكره السيوطي مطولًا فِي "الدر المنثور" ٥/ ١٤١ ونسبه لعبد بن حميد.
ونسبه إليه ابن حبيب فِي "تفسيره" ٢١٦/ ب، والحيري فِي "الكفاية" ٢/ ٧٦/ أ.
(٢) نسبه إليه البَغَوِيّ فِي "معالم التنزيل" ٦/ ٩٤، والسمعاني فِي "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٠، والواحدي فِي "الوسيط" ٣/ ٣٤٥ والسمرقندي فِي "تفسيره" ٢/ ٤٦٥. وقد ثبت عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: من صلى العشاء فِي جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح فِي جماعة فكأنما صلى الليل كله. رواه مسلم "المساجد" (٦٥٦).
(٣) أي أن من صلاها فقد بات لله ساجدا وقائمًا، والقول عزاه إليه القرطبي فِي "تفسيره" ١٣/ ٧٢.
(٤) ويدل عليه قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة: ٣٧] وقوله: {لَا يُفَتَّرُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>