قال المصنف بعد ذلك: وتصديق هذا الحديث حكم الله -عز وجل- بالغضب على اليهود في قوله:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} الآية. وحكمه على النصارى بالضلال في قوله:{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
[٥ - الاستدلال بالقرآن في بيان معنى ألفاظ الآية]
مثال ذلك:
- عند قوله تعالى:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}[البقرة: ٢٦]. بيَّن أصل الفسق، واستدل على ذلك بالقرآن. فقال: وأصل الفسق: الخروج، قال الله تعالى:{فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} أي: خرج.
- عند قوله تعالى:{عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}[القيامة: ١٤] أورد رحمه الله عدة أقوال للسلف ثم قال: قال الأخفش: هي كقولك: فلان عبرة، وحجة، دليل هذا التأويل قوله -عز وجل-: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}[الإسراء: ١٤].