للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس وأهل التفسير (١): أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار، وهو يناظرهم ويناشدهم من رواء الباب، وهم يعالجون تسور الجدار.

فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب والنصب لسببهم (٢).

٨١ - قوله - عَزَّ وجَلَّ - {قَالُواْ يَالُوطُ}

إن ركنك شديد، وإنهم آتيهم عذاب غير مردود {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوَاْ إِلَيْكَ} فافتح الباب ودعنا وإياهم، ففتح الباب فدخلوا، فاستأذن جبريل -عليه السلام- ربه في عقوبتهم فأذن له، فقام في الصورة التي يكون فيها فنشر جناحيه، وله جناحان وعليه (٣) وشاح من درّ منظوم، وهو براق الثنايا، أجلى الجبين، ورأسه حبكٌ حبكٌ مثل المرجان، كأنه الثلج بياضًا، وقدماه إلى الخضرة، فضرب بجناحيه وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم، فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم، فانصرفوا وهم يقولون: النجا النجا! فإن في


= ٤/ ١٨٣٩، والترمذي كتاب التفسير، باب من سورة يوسف (٣١١٦)، والإمام أحمد في "مسنده" ٢/ ٣٢٢، ٢/ ٣٢٦، ٢/ ٣٣٢، ٢/ ٣٥٠، وسعيد بن منصور في "سننه" كتاب التفسير ٥/ ٣٥٦ (١٠٩٧)، والطبري في "جامع البيان" ٥/ ٤١٩، ٤٢٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ٢٥٦٤، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٦١ كلهم من حديث أبي هريرة.
(١) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١١٠ ب).
(٢) في (ك): بسببهم.
(٣) في (ن): وله.

<<  <  ج: ص:  >  >>