وبعض العلماء الذين منعوا من التفسير الإشاري يرى أنَّ هذا التفسير ليس تفسيرًا، بل هي معان ومواجيد لا يطلق عليها اسم التفسير، لكي لا يلتبس على البعض.
وقد نقل هذا القول الزركشي في "برهانه" إذ قال: فأما كلام الصوفية في تفسير القرآن، فقيل: ليس تفسيرًا، وإنما هي معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة، كقول بعضهم في:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ}[التوبة: ١٢٣] إنّ المراد النفس، فأمرنا بقتال من يلينا، لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه (١).
علاقة الثعلبي بالصوفيَّة:
الثعلبي له علاقة بالتصوف والصوفيَّة، وأبرز أوجه هذِه العلاقة أن بعض شيوخه الذين أخذ عنهم كانوا من الصوفية. ومن أبرز هؤلاء شيخه أبو عبد الرحمن السُّلَمي شيخ الصوفية وكبيرهم في زمانه، وصاحب طبقاتهم.
والثعلبي رحمه الله كان ينقل في "تفسيره" عن علماء الصوفية الكبار، أمثال: الفضيل بن عياض، والحارث المحاسبي، والجنيد، والسَّريُّ السقطي، والشبلي، وأبي يزيد البسطامي، وأبي تراب النخشبي، وغيرهم.