للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قتيبة، قالوا: لأن ألفاتها ثابتة في مصحف عثمان، وسائر مصاحف البلدان، وقرأها أبو عمرو في سائر الروايات، وحمزة، ويعقوب بغير ألف في الحالين على الأصل، وقرأ الآخرون بالألف في الوقف دون الوصل، واحتجوا بأن العرب تفعل ذلك في قوافي أشعارهم ومصاريعها، فتلحق الألف في موضع الفتح عند الوقف، ولا تفعل ذلك في حشو الأبيات، فحسن إثبات الألف في هذِه الحروف لأنها رؤوس الآي تمثيلًا لها بالقوافي (١).

١١ - {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ}

أي: اختبروا ومُحِّصوا ليعرف المؤمن من المنافق، {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا} وحُركوا تحريكًا شديدًا، وقرأ عاصم الجحدري (زَلزالًا) بفتح الزاي وهما مصدران (٢).

١٢ - {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ}

معتب بن قشير وأصحابه (٣) {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} شك


(١) قال الطبري: وذلك غير موجود في كلام العرب إلا في قوافي الشعر دون غيرها من كلامهم، وأنها إنما تفعل ذلك في القوافي طلباً لإتمام وزن الشعر، إذ لو لم تفعل ذلك فيها لم يصح الشعر، وليس كذلك في القرآن، لأنه لا شيء يضطرهم على ذلك في القرآن، وقالوا: هن مع ذلك في مصحف عبد الله بغير ألف. "جامع البيان" ٢١/ ١٣٢.
(٢) زلزلوا زلزالًا شديدًا أي: شدد عليهم وهول، والزلازل: الشدائد، وأصلها من التحريك. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٤٦ - ١٤٧، "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٣٢٧.
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٣٣ عن يزيد بن رومان.

<<  <  ج: ص:  >  >>