للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - {الَّذِي جَمَعَ مَالًا}

قرأ شيبة ونافع وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وأيوب بالتخفيف، واختاره أبو حاتم، وغيرهم بالتشديد واختاره أبو عبيد، واختلف فيه عن يعقوب (١). {وعدده} أحصاه، وقال مقاتل: استعدّه وذخّره، وجعله عتادًا له (٢).

وقرأ الحسن: (وعَددَه) بالتخفيف وهو بعيد (٣)، وقد جاء مثل ذلك في الشعر لما أبرزوا التضعيف (٤) خففوه. قال الشاعر:


= وأرجح الأقوال هو قول مجاهد: وأنها ليست بخاصة لأحد بل كل من كانت هذِه صفته. وهو اختيار الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٣.
وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٥٠٩ بعد ذكره للأقوال: وإنما ذكرته وإن كان اللفظ عاماً؛ لأنه الله - سبحانه وتعالى- تابع في أوصافه والخبر عنه حتى فهم أنه يشير إلى شخص بعينه، وكذلك قوله في سورة ن {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠)} [القلم: ١٠] تابع في الصفات حتى علم أنه يريد إنسانًا بعينه.
(١) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٧)، "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٧٩٧، وفيه: جمعْت الشيء إذا كان متفرفاً فجمعته، وجمَّعته إذا كثَّرته وجعلته مجموعًا، "التيسير" للداني (ص ٨٢)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٤٠٣.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٣٠، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥٢١.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٩٠، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣٦١، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٩٣، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٧٩)، "شواذ القراءة" للكرماني (ص ٧٠). ومعنى القراءة على التخفيف: أي جمع عشيرته وأعدهم أنصارًا له، كما ذكر ذلك الفراء والزجاج بمعناه.
(٤) في (ج): التخفيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>