للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمكن معرفة ذلك إلا بتخرج الأثر -إن وُجد من يرويه بالسند - وهذا مسلكٌ وَعِرٌ في معرفة الراوي عن ابن عباس.

٥ - جمع روايات الثِّقات والضعفاء في القصة الواحدة، وسوقها مساقًا واحدًا دون فصل أو تمييز، حتَّى لا يُدرى خبر الثقة من غيره:

عند قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦] قال الثعلبي: روت الرواة بألفاظ مختلفة، فقال بعضهم: لما نزلت هذِه الآية جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وناس من الْأَنصار فجثوا على الركب وقالوا: والله يَا رسول الله ما نزلت آية أشد علينا من هذِه الآية. . إلخ.

قال الثعلبي: وهذا قول ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وابن عباس. . وسرد جماعة من التابعين وأتباعهم.

قال الحافظ ابن حجر معلِّقًا على هذا الصنيع: وهذا من عيوب كتابه ومَن تبعه عليه، يجمعون الأقوال عن الثِّقات وغيرهم ويسوقون القصة مساقًا واحدًا على لفظ من يُرمى بالكذب أو الضعف الشديد، ويكون أصل القصة صحيحًا، والنكارة في ألفاظ زائدة كما في هذِه القصة، من تسمية الذين ذُكروا، وفي كثير من الألفاظ التي نُقلت، والسياق في هذِه بخصوصها إنما هو لبعضهم (١).

* * *


(١) "العُجاب في بيان الأسباب" ١/ ٦٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>