للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٨ - قوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا}

قرأ حمزة والكسائي وخلف (تروا) بالتاء على الخطاب وقرأ (الآخرون) (١) بالياء خبرًا عن {الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ} وهو اختيار الأئمة {إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} يعني من جسم قائم له ظل {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} بالتاء (أهل البصرة) (٢) والباقون بالياء واختاره القاسم، ومعنى قوله تعالى: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ} يميل فيرجع (٣) من جانب إلى جانب، فهي في أول النهار على حال ثم يتقلص (٤) ثم يعود إلى حالة (٥) أخرى في آخر النهار فميلانها ودورانها (٦) من موضع إلى موضع سجودها، ومنه قيل للظل بالعشي فيء؛ لأنه فاء من المغرب إلى المشرق، أي: رجع، والفيء: الرجوع، قال تعالى: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٧) ويقال: سجدت النخلة إذا مالت، وسجد البعير وأسجد، إذا أُميلَ للركوب، وبمثله


(١) في (ز): الباقون.
(٢) في (أ): أبو عمرو والمثبت من (ز)، (م) وهو الراجح لقول الأصبهاني: قرأ عمرو ويعقوب (تتفيأ ظلاله) بالتاء وقرأ الباقون بالياء. "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٢٢٤).
(٣) سقط من (ز).
(٤) هكذا في (ز)، (م)، وفي (أ): ينقص.
(٥) في (م): حال.
(٦) في (ز): في الآية.
(٧) الحجرات: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>