للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١١٢ - قوله (١): {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا}:

يعزِّي نبيه - صلى الله عليه وسلم -، يعني: كما ابتليناك بهؤلاء القوم فكذلك {جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ}: قبلك {عَدُوًّا} وأعداء (٢)، ثم ذكرهم وفسَّرهم، فقال: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}.

قال عكرمة والضحاك والسدي والكلبي: معناه: شياطين الإنس التي مع الإنس، وشياطين الجن التي مع الجن، وليس للإنس (٣) شياطين (٤).

وذلك أن إبليس قَسَّمَ جنده فريقين: فبعث منهم فريقًا إلى الإنس، وفريقًا إلى الجن، فشياطين الجن والإنس أعداء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) ليست في (ت).
(٢) جاء في الأصل: (قوله وأعداء) والصحيح ما أثبته من (ت).
(٣) في (ت): الإنسان.
(٤) "جامع البيان" ٨/ ٤. وهذا القول رده الطبري، فقال: وليس لهذا التأويل وجه مفهوم؛ لأن الله جعل إبليس وولده أعداءَ ابن آدم، فكل ولده لكل ولده عدوٌّ. وقد خصَّ الله في هذِه الآية الخبر عن الأنبياء أنه جعل لهم من الشياطين أعداءً. فلو كان معنيًّا بذلك الشياطين الذين ذكرهم السدي؛ الذين هم ولد إبليس، لم يكن لخصوص الأنبياء بالخبرِ عنهم: أنه جعل لهم الشياطين أعداءً وجهٌ. وقد جعل من ذلك لأعدى أعدائه، مثل الذي جعل لهم. ولكن ذلك كالذي قلنا، من أنه معنيٌّ به أنه جعل مردة الإنس والجن لكل نبي عدوًّا، يوحي بعضهم إلى بعض من القول ما يؤذيهم به. أهـ من "جامع البيان" ٨/ ٤. وانظر: "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٤١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ٦٧، "معالم التنزيل" ٣/ ١٧٩، "زاد المسير" ٣/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>