للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأوليائه، فهم يلتقون في كل حين، فيقول شيطان الإنس لشيطان الجن: أضللت صاحبي بكذا، فأضل صاحبك بمثله، ويقول شيطان الجن لشيطان الإنس كذلك، فذلك وحي بعضهم إلى بعض.

وقال الآخرون: إنَّ من الجن شياطين ومن الإنس شياطين (١)، والشيطان: العاتي المتمرِّد من كل شيء.

قالوا: إن الشيطان إذا أعياه المؤمن، وعجز عن إغوائه، ذهب إلى مُتمرِّد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن؛ ليفتنه.

يدلُّ عليه ما روى عوف بن مالك عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شر شياطين الجن والإنس؟ "

قال: قلت: يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟

قال: "نعم، هم شر من شياطين الجن" (٢).


(١) وقد جاء عن قتادة نحوه وإسناده صحيح، أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" ٢/ ٢١٦، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٥، وابن أبي حاتم (٧٧٨٨)، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٢٦٣، "معالم التنزيل" ٣/ ١٧٩، "زاد المسير" ٣/ ١٠٩، "فتح القدير" ٢/ ٢٢٣.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٤ عن حماد عن حميد بن هلال قال، حدثني رجل من أهل دمشق، عن عوف بن مالك عنه به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٥/ ١٥٤ (٢١٣٦٥) من هذا الوجه ولم يذكر فيه محل الشاهد. وهذا إسناد ضعيف؛ لإبهام الراوي عن عوف بن مالك، وله طريق أخرى عن أبي ذر، أخرجه الإمام أحمد ٥/ ١٧٨، ١٧٩ (٢١٥٤٦، =

<<  <  ج: ص:  >  >>