للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٣٢ - {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (١٣٢)}.

قال الضحاك عن ابن عباس: يعني دافعًا، ومجيرًا (١).

وقال عكرمة عن ابن عباس: يعني شهيدًا أن فيها (٢) عبيده.

١٣٣ - قوله -عز وجل-: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ}

فيميتكم، يعني: الكفار {وَيَأْتِ بِآخَرِينَ} يقول: بغيركم، خير منكم، وأطوع، {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا} أي: قادرًا.

وحقيقة القادر، والقدير عند أصحاب الصفات: من له قدرة قائمة به، بَانَ فيها من العاجز (٣)، ثم يختلف القادرون بعد ذلك، فمنهم من تكون قدرته حالة في بعضه، ومنهم من تكون قدرته غير موصوفة بالحلول.

والقدرة هي التي يكون بها الفعل من غير أن تكون مسموعة (٤)، ولا يجوز وجود العجز معها.


= السنة يثبتون صفة الغنى لله تعالى بما يليق بجلاله وعظمته، ومعناها عندهم -كما قال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٩٢): الغني هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم وتأييدهم، لملكه، فليست به حاجة إليهم، وهم إليه فقراء، محتاجون، هذا هو الحق في بيان هذه الصفة، وقد كان أحرى به -رحمه الله- ألا يذكر لنا كلام أهل الباطل المعروفين بالزيغ والضلال.
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٢٩٧.
(٢) في (ت): أن من في، وانظر: المصدر السابق.
(٣) مذهب أهل السنة في بيان حقيقة القادر، والقدير هو الذي لا يعجزه شيء البتة، صغر أم كبر، قادر عليه في كل وقت وحال، سواء كان قد أراد إيجاده أم لا، لأنه على كل شيء قدير. انظر: "المنهج الأسنى" لمحمد الحمود ٢/ ٥٤٥.
(٤) كذا في النسخ، ولعل الصواب: مسبوقة، وهو يشير إلى مسألة القدرة على الفعل، =

<<  <  ج: ص:  >  >>