للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٦ - قوله عز وجل: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}

وهو نمروذ بن كنعان حين بنى الصرح ببابل فرام منها الصعود إلى السماء لينظر بزعمه (١) إلى إله إبراهيم، وقد مضت القصة (٢).

قال ابن عباس رضي الله عنهما ووهب (٣): كان طول الصرح في السماء خمسة آلاف ذراع.

وقال كعب ومقاتل: كان طوله فرسخين فهبت (٤) ريح فألقت رأسه في البحر وخر عليهم الباقي وائتفكت بيوتهم فأحدث نمروذ، ولما سقط الصرح تبلبلت ألسن (٥) الناس يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة (٦) وسبعين لسانًا فلذلك سميت بابل، وإنما كان لسان الناس


(١) في نسخ المخطوط: زعم، والمثبت من "روح المعاني" للألوسي ١٤/ ١٢٥.
(٢) في سورة إبراهيم في تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (٤٦)}.
والطبري أعاد قصة النسور هاهنا وذكرها عن السدي، ثم قال: فلما رأى أنه لا يطيق شيئًا أخذ في بنيان الصرح فبنى حتى إذا شيده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر، يزعم إلى إله إبراهيم فأحدث، ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} يقول من مأمنهم، وأخذهم من أساس الصرح فتنقض بهم فسقط فتبلبلت ... الأثر. "جامع البيان" ١٤/ ٩٦ - ٩٧.
(٣) علق هذا القول عنهما البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٦، والقرطبي بزيادة وعرضه: ثلاثة آلاف. "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٩٧.
(٤) في (ز): فهب.
(٥) في (م): الألسن ولا يصح تعريف المضاف.
(٦) في (ز): ثلاث.

<<  <  ج: ص:  >  >>