للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يعجل لهم العقوبة في الدنيا ببعض ذنوبهم، بشؤم عصيانهم، {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} يعني: اليهود {لَفَاسِقُونَ}.

٥٠ - قوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}

بالتاء شامي، الباقون بالياء (١)، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.

٥١ - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}

اختلفوا في نزول هذِه الآية -وإن كان حكمها عامًّا لجميع المؤمنين- فقال العوفي، والزهري: لما انهزم أهل بدر، قال المسلمون لأوليائهم من اليهود: امنوا قبل أن يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر، فقال مالك بن صيف: أغركم أن أصبتم رهطًا من قريش لا علم لهم بالقتال؟ أما لو أمررنا العزيمة أن نستجمع عليكم لم يكن لكم يدان بقتالنا.

فجاء عبادة بن الصامت الخزرجي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن لي أولياء من اليهود كثير عددهم، قوية أنفسهم، شديدة شوكتهم، كثير سلاحهم، وإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من ولايتهم، وولاية اليهود ولا مولي لي إلا الله ورسوله، فقال عبد الله ابن أبي: لكني لا أبرأ من ولاية اليهود لأني أخاف الدوائر، ولابد


(١) الشامي هو ابن عامر الدمشقي.
وانظر: هاتين القراءتين في "الإقناع" لابن الباذش ٢/ ٦٣٥، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>