للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٣ - {شَرَعَ} بين، وسن {لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا}

وهو أول أنبياء الشريعة.

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} واختلفوا في وجه الآية، فقال قتادة: تحليل الحلال وتحريم الحرام، وقال الحكم: تحريم الأمهات والأخوات والبنات.

وقال مجاهد: لم يبعث الله -عز وجل- نبيًّا إلّا وصاه بإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة والإقرار لله -عز وجل- بالطاعة. فذلك دينه الذي شرع لهم، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس، وقيل: الدين التوحيد، وقيل: هي قوله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} بعث الأنبياء كلّهم بإقامة الدّين والأُلفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ} من التوحيد ورفض الأوثان. ثمّ قال {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}: فيستخلصه لنفسه.

١٤ - {وَمَا تَفَرَّقُوا} يعني: أهل الأوثان المختلفة،

قال ابن عباس: يعني أهل الكتاب. دليله ونظيره في سورة المُنفكّين {إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} (١) {إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} قيل: من نعت محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وصفته {بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} في تأخير العذاب {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} وهو يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بالعذاب.

{وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ} أوتوا الكتاب {مِنْ بَعْدِهِمْ} من بعد


(١) البينة: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>