شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح (١).
وتفسير "الكشف والبيان" يُعدُّ من أبرز التفاسير بالمأثور، قد حوى عددًا وافرًا من مأثور أقوال الصحابة في تفسير القرآن الكريم، حتى أصبح ذلك معلمًا واضحًا فيه، يدركه لأول وهلة كل من طالع هذا التفسير، ونظر فيه. ولم يقتصر اعتماد الثعلبي على أقوال الصحابة في جانب أو جانبين، بل كان اعتماده عليها في نواحٍ عديدة ومجالات شتى. إذ كان يعتمد أقوال الصحابة في توضيح وتفسير معنى الآية، وفي القراءات، وفي الأحكام، وفي القصص، وغير ذلك، وفْق منهج سار عليه الثعلبي، وتحددت معالمه في الأمور الآتية:
١ - يروي الثعلبي أحيانًا أقوال الصحابة بإسناده، وأحيانًا يذكر قول الصحابي بإسناد معلَّق، وأحيانًا يذكرها من دون إسناد.
[٢ - ذكر قراءات الصحابة]
ويروي الثعلبي هذِه القراءات أحيانًا بالإسناد، وأحيانًا يذكرها دون إسناد.
مثال ذلك:
- عند ذكر القراءات في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} [الفاتحة: ٤]، نسب قراءة (ملِك) من دون ألف إلى خمسة من الصحابة.
- عند تفسيره لقول الله تعالى:{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}[آل عمران: ٣٧]،