للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي مصحف عبد الله (أسفل السافلين) بالألف (واللام) (١) (٢).

ثم استثنى (٣) فقال:

٦ - {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}

يعني: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥)} فزالت عقولهم، وانقطعت أعمالهم، فلا تُثبت لهم حسنة {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} منهم، فإنه يكتب لهم في حال هرمهم وخرفهم مثل الَّذي كانوا يعملون في حال شبابهم وصحتهم وقوتهم (٤)، فذلك قوله: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.

قال الضحاك: أجر بغير عمل (٥)، ثم قال إلزامًا للحجة، وتوبيخًا للكافر:


(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وأثبته من (ب) و (ج).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٧٧، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥٠٠
(٣) قال الشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٦٥: الاستثناء على القول الأول منقطع: أي: لكن {الَّذِينَ آمَنُوا} إلخ، ووجهه: أن الهرم والرد إلى أرذل العمر، يصاب به المؤمن كما يصاب به الكافر، فلا يكون لاستثناء المؤمنين على وجه الاتصال معنى، وعلى القول الثاني يكون الاستثناء متصلا من ضمير {رَدَدْنَاهُ} فإنه في معنى الجمع: أي رددنا الإنسان أسفل سافلين من النار {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
(٤) يفهم من كلام المصنف أنَّه يرى القول الأول راجحًا.
وإنظر "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٤٦، وقد تقدم الترجيح قبل قليل.
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>