للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غلب نور الشمس، وكان موسى -عليه السلام- آدم (١)، ثمّ أدخلها جيبه فصارت يدًا كما كانت.

١٠٩ - {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩)} (٢).

يعنون أنّه يأخذ بأعين الناس، لخداعه إيّاهم حتّى يُخيّل إليهم العصا حيّة، والآدم أبيض، والشيء بخلاف ما هو به (٣)، ومنه قيل: سَحر المطر الأرض، إذا جاءها فقطع نباتها من أصولها، وقلب الأرض ظهرا لبطن، فهو يَسْحَرُها سِحْرًا، والأرض مسحورة، فشبه سحر الساحر به، لتخييله إلى (٤) من سحره أنّه يرى الشيء بخلاف ما هو به (٥)، ومنه قول ذي الرمة في صفة السَّراب:

وَسَاحِرَة السَّراب مِنَ المَوَامِي ... تَرقَّصُ في نَوَاشِرِهَا الأرُومُ (٦)


(١) الآدم في الناس: السُّمرة الشديدة، وقيل هو من أُدْمة الأَرض، وهو لَوْنُها، وقيل به سمي آدم أَبو البَشَر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ٨ (أدم).
(٢) في الأصل و (س): لساحر مبين. والصواب ما أثبته كما هو في رسم المصحف.
(٣) من (ت).
(٤) من (ت) و (س).
(٥) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٦.
(٦) في "لسان العرب": وساحِرة العُيون، وفي ديوانه: تَرَقَّصُ فِي عَسَاقِلِهَا.
والمَوامي وهي: المَفاوِزُ كما في "اللسان"، والعساقل: السراب، والأروم: الأعلام. قاله ابن حمدون في التذكرة، قال أحمد شاكر: قوله: ترقص في =

<<  <  ج: ص:  >  >>