للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم تكن الاستفادة من هذا السِّفر المبارك قاصرة على المفسرين، بل استفاد منه غيرهم من أصحاب العلوم الأخرى، وهذا دليل على شمول هذا التفسير وكثرة علومه ومعارفه.

ولا يسعنا في هذا المقام أن نحصيَ كلَّ من نقل عن هذا التفسير، أو اقتبس أو استفاد منه، إذ إنَّ هذا باب واسع جدًا، ولكن حسبنا أنْ نذكر أمثلة من ذلك مما تيسر الوقوف عليه:

فمن العلماء الذين نقلوا من تفسير "الكشف والبيان" واستفادوا منه.

[أ- الإمام أبو الحسن الواحدي (ت ٤٦٨) تلميذ المؤلف]

اعتمد الواحدي على تفسير شيخه "الكشف والبيان" اعتمادًا كبيرًا، واستفاد منه في مصنَّفاته الثلاثة في التفسير "البسيط" و "الوسيط" و "الوجيز" (١)، وفي أسباب النزول.

وتتمثَّل هذِه الاستفادة في جانبين:

- الرواية بالإسناد عن الثعلبي.


(١) أكبر هذِه التفاسير "البسيط" يليه "الوسيط" ثم "الوجيز" وذلك ظاهر من عناوينها، وهي متسلسلة في تأليفها على هذا النحو. و "البسيط" ركَّز فيه الواحدي على الجوانب اللغوية في التفسير، بينما توسط في هذا الجانب في "الوسيط" إلا أنه زاد في جانب الرواية. أما الوجيز فهو تفسير موجز جدًا، ليس فيه أسانيد، ولا توسع في مسائل اللغة، وقد قامت جامعة الإمام محمد بن سعود بنشر "تفسير البسيط" الذي شكل خمس عشرة رسالة علمية نسقت بينها "دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث".

<<  <  ج: ص:  >  >>