للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآخرة، قالت: ثم فعل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما فعلت (١).

٣٠ - {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ}

قرأ الجحدري بالتاء، غيره بالياء. {بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} بمعصية ظاهرة (٢) {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} في الآخرة {ضِعْفَيْنِ} (٣).


(١) [٢٢٦١] الحكم على الإسناد:
فيه شيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل وفي رواية يونس عن الزهري وهم قليل.
التخريج:
انظر: الحديث السابق.
(٢) قال قوم: الفاحشة إذا وردت معرفة فهي الزنا واللواط، وإذا وردت منكرة فهي سائر المعاصي، هاذا وردت منعوتة فهي عقوق الزوج وفساد عشرته، قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، وإنما خانت في الإيمان والطاعة. وقال: وهي -الفاحشة- النشوز وسوء الخلق. وعلى كل تقدير فهو شرط، والشرط لا يقتضي الوقوع كقوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} وكقوله عز وجل: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١)} فلما كانت محلتهن رفيعة ناسب أن يجعل الذنب لو وقع منهن مغلظًا صيانة لجانبهن وحجابهن الرفيع.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٤٩.
(٣) قال مقاتل: لأن إتيان الأجر مرتين أيضًا في الآخرة. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٧٦.
يضاعف لها العذاب ضعفين لشرف منزلتهن، وفضل درجتهن، وتقدمهن على سائر النساء أجمع، وقد بينت الشريعة في غير ما موضع أنَّه كلما تضاعفت الحرمات فهتكت تضاعفت العقوبات، ولذلك ضوعف حد الحر على العبد، والثيب على البكر، وكذلك عقوبة من يعصي الله في الحرم، أو يهم بفعل سيئة =

<<  <  ج: ص:  >  >>