للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}: أي: لا يأمن الكافرون.

وقال عطاء: لا يسعد (١).

وقال الضحاك: لا يفوز (٢).

وقال عكرمة: لا يبقى في الثواب.

١٣٦ - {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا}

قال المفسرون (٣): كانوا يجعلون لله من حروثهم وأنعامهم وثمارهم وسائر أموالهم نصيبًا، وللأوثان نصيبًا فما كان للصنم أُنفِق عليه، وما كان لله أُطعِم الضيفان والمساكين ولا يأكلون من ذلك كله شيئًا، فما سقط مما جعلوا لله في نصيب الأوثان تركوه، وقالوا: إن الله تعالى غني عن هذا، وإن سقط مما جعلوه للأوثان في نصيب الله، التقطوه وردُّوه إلى نصيب الصنم وقالوا: إنه فقير. وكانوا إذا نذروا فما وقع من نذر الله في حصة الصنم تركوه، وما وقع من حصَّة الصنم في حصَّة الله ردُّوه، وإن انفجر من سَقْي ما جعلوه للشيطان في نصيب الله سدُّوه، وإن انفجر من سَقْي ما جعلوه لله في نصيب الشيطان تركوه. وإذا هلك الذي سموا لشركائهم أو أجدب


(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٤٠١، "الوجيز" للواحدي (ص ٣٧٦)، "البحر المحيط" ٤/ ٢٢٩.
(٢) "معالم التنزيل" ٣/ ١٩٢.
(٣) أخرج البيهقي في "سننه" ١٠/ ١٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" (٧٩١١، ٧٩١٣)، من الطريق المشهورة عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وانظر: "التفسير الكبير" للرازي ١٣/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>