للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على غير احتساب، ولا طلب ثواب، فهم لا يثبتون إذا صدقتموهم القتال خشية أن يُقتلوا، وصورة الآية خبر ومعناها أمر. وكان هذا يوم بدر فرض على الرجل من المؤمنين قتال عشرة من الكافرين، فثقلت على المؤمنين وضجّوا، فخفّف الله عنهم، فنزل قوله:

٦٦ - {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا}

(أي في الواحد عن قتال عشرة، والمائة عن قتال الألف، قرأ عاصم وحمزة وخلف {ضَعْفًا} بفتح الضاد، وقرأ الباقون بضمها، إلا أن أبا جعفر قرأ (ضُعَفَاء) بالمد من غير تنوين على جمع ضعيف (١) مثل شركاء) (٢).

قوله: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} من الكفّار {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} فَرَدَّ من عشرة إلى اثنين، فإذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يَفِرُّوا منهم (٣)، وإن كانوا دون ذلك لم يجب عليهم القتال، وجاز لهم أن ينحازوا (٤) عنهم.


(١) ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣١٢ قال: واختلفوا في {أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} فقرأ عاصم وحمزة وخلف بفتح الضاد، وقرأ الباقون بضمها، وقرأ أبو جعفر بفتح العين والمد والهمز مفتوحة نصبًا.
(٢) من (ت) وفي الأصل: بفتح الضاد وقرأ بعضهم ضعفا بالمد أي في الواحد من قتال العشرة والمائة عن قتال
الألف، وقرأ أبو جعفر ضعُفا على جمع ضعيف مثل شركاء. وما جاء في (ت) أتم.
(٣) في الأصل: منه. وما أثبته من (ت).
(٤) في الأصل: يتجاوزوا عنهم. ولا يستقيم المعنى، وما أثبته من (ت) أصوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>