للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل:

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

١ - {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢)} أي: القيامة (١)، ما القيامة.

وسميت حاقة؛ لأنها حقت فلا كاذبة لها؛ ولأن فيها حواق الأمور وحقائقها؛ ولأن فيها يحق الجزاء على الأعمال التي تجب، يقال: حق عليه الشيء إذا وجب، يحق حقوقا، قال الله تعالى: {وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (٢) [الزمر: ٧١].

وقال الكسائي (٣)، والمؤرج (٤): الحاقة: يوم الحق. تقول العرب: لما عرفت مني الحق -والحاقة، والحقة- هربت. ثلاث لغات بمعنى واحد.

والحاقة الأولى: رفع بالابتداء، وخبره فيما بعده (٥).


(١) قاله ابن عباس، وعكرمة، وقتادة. أخرجه عنهم الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٣٠، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ص ٩٢) (٢٩) عن الحسن، وعكرمة.
(٢) ما ذكره المصنف في مساق واحد في سبب تسمية القيامة بالحاقة عبارة عن عدة أقوال فصلها الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٧٥.
وانظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٧٩، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٨٣)، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ٤٧، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢١٣.
(٣) "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٠٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٢٥٧.
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٢٥٧.
(٥) هذا هو الوجه الأول في إعرابها:
وهو أن الحاقة الأولى مبتدأ كما ذكر، و (ما) في قوله: ما الحاقة. مبتدأ، والحاقة =

<<  <  ج: ص:  >  >>