للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأحرقتهنّ، وصرن سودًا متغيرات، فهذا آخر ما رأيت من الرؤيا، ثم انتبهت من نومك مذعورًا.

فقال الملك: والله ما شأن هذِه الرؤيا وإن كانت عجبًا بأعجب مما سمعته منك! فما ترى في رؤياي أيها الصديق؟

فقال يوسف: أرى أن تجمع الطعام وتزرع زرعًا كثيرًا في هذِه السنين المخصبة، وتبني الأهراء (١) (٢) والخزائن، فتجعل الطعام فيها بقصبه وسنبله، ليكون قصبه وسنبله علفًا للدواب، وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم الخمس، فيكفيك من الطعام الذي تجمعه لأهل مصر ومَن حولها، ويأتيك الخلق من النواحي فيمتارون منك بحكمك (٣)، وتجمع عندك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد قبلك.

فقال الملك: ومن لي بهذا، ومن يجمعه (٤)، ومن يبيعه ويكفي الشغل فيه؟ ! {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}.

٥٥ - فـ {قَالَ}

يوسف عند ذلك (٥): قوله عز وجل {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} مجاز الآية: على خزائن أرضك، وهي جمع الخزانة، فدخلت الألف


(١) في (ن)، (ك): الأمرا.
(٢) الهُرُوْءُ: بيت ضخم واسع يجمع فيه طعام السلطان، والجمع الأهراء. انظر: "المحيط في اللغة" لابن عباد ٤/ ٥٥.
(٣) في (ن): لحكمك. وفي (ك): لحكمك.
(٤) في (ك): ومن يوزعه ويجمع.
(٥) من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>