للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَأَكُونَ} وجهان:

أحدهما: على جواب لو.

والثاني: على الرد على موضع الكرة وتوجيه الكرة في المعنى أي (١) لو أن لي أن أكرّ كقول الشاعر، أنشده الفراء:

فما لك منها غيرُ ذكرى وخشيةٍ ... وتسأل عن رُكبَانِها أين يَمَمُوا (٢)

ونصب تسأل عطفًا على موضع ذكرى، لأن معنى الكلام: فمالك منها إلَّا أن تذكر، ومنه قول الله -عزَّ وجلَّ- {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (٣) عطف يرسلَ على موضع الوحي في قوله {إِلَّا وَحْيًا}.

٥٩ - قوله {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}

قراءة العامة بفتح الكاف والتاءات، وقرأت عائشة بكسرها (٤) ردتها إلى النفس، وروي ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

[٢٥٢٠] أخبرناه الحسين بن فنجويه (٥) رحمه الله قال: نا عمر بن


(١) في (م)، (أ): إلى.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٤٢٣، وعنده ما نصه: فما لك منها غير ذكري وحِسبةٍ ... والذي في "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٢٥، "روح المعاني" للألوسي ٢٤/ ١٨ فمالك منها غير ذكرى وحَسْرَةٍ ... ). قلت: وهو أولى بالصواب لظهور المعنى والعلم عند الله.
(٣) الشورى: ٥١.
(٤) "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٢١، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥٣٩، "روح المعاني" للألوسي ٢٤/ ١٩.
(٥) ثقه صدوق كثير رواية المناكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>