للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العدل بالرومية، وقال الحسن (١): هو القبّان {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} أي (٢): عاقبة. قال قتادة (٣): ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقدر رجل (٤) على حرام ثم يدعه، ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبدله الله تعالى في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك".

٣٦ - قوله عز وجل: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}

قال قتادة (٥): لا تقل: رأيت، ولم تره، وسمعت، ولم تسمعه، وعلمت، ولم تعلمه.


= أَلِيمٍ} وقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} قوله تعالى {احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} وقال الله تعالى {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ} وهكذا، وزيادة المبني لا تخلو من زيادة في المعنى، فإن كلمة (القسط) لم تحتج لصفة إضافية مثل كلمة (العدل)، فتفسير كلمة (القسطاس) بالعدل يُبعد وصفها بـ (المستقيم) فتأمل.
(١) أسند الطبري هذِه المعاني إلى مجاهد والحسن في "جامع البيان" ١٥/ ٨٥.
(٢) ساقطة من (ز).
(٣) هكذا ذكره الطبري في "جامع البيان" تعليقًا، وكذلك ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٢٥٧، ولكنه نسبه إلى الحسن، وأبلغ من هذا قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} إلى قوله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}.
(٤) في (أ): أحد.
(٥) أسند إليه الطبري نحوه بطريقه وبطريق بلفظ: "لا تقل رأيت ولم تره، وسمعت ولم تسمع، فإت الله تعالى سائلك عن ذلك كله". "جامع البيان" ١٥/ ٨٦، وكذلك ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٣١ (١٣٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>