السنة، ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين (١).
والثعلبي رحمه الله قد اعتنى بتفاسير هؤلاء الأئمة من التابعين عناية بالغةً في تفسيره، حيث إنَّ الناظر في مصادره التي ذكرها في مقدمة كتابه يجد أنَّ من أبرز هذِه المصادر تفاسير هؤلاء التابعين، أمثال: مجاهد، وقتادة، والضحاك، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وأبي العالية، وغيرهم.
وقد روى الثعلبي كل تفسير من تفاسيرهم بإسناده إلى التابعين، وبعض التفاسير رواها من عدة طرق كما سبق عند ذكر مصادره.
حتى إن من يطالع "الكشف والبيان" ولو قليلًا، ويرى تلك الأقوال الكثيرة المتناثرة لأولئك التابعين في كل موضع من هذا التفسير يدرك يقينًا أن هذا الكتاب مصدر مهم لأقوال التابعين وتفاسيرهم.
وقد انتهج الثعلبي في نقل أقوال التابعين منهجًا يشبه منهجه في ذكر أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، ويمكن تحديد معالم هذا المنهج في الأمور التالية:
[١ - رواية أقوال التابعين بالإسناد]
ذكر الثعلبي في مقدمة تفسيره أسانيده إلى هؤلاء التابعين؛ لئلا يحتاج إلى تكرار هذِه الأسانيد كلما ذكر أقوالهم.