للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قاتل (١) {نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} وذلك حين كذبه أهل مكة فشق ذلك عليه فأنزل الله تعالى هذِه الآية. نظيرها في الكهف (٢).

٤ - قوله - عز وجل-: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (٤)}

ذليلين، قال قتادة: لو شاء الله تعالى لأنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله تعالى (٣). وقال ابن جريج: لو شاء الله تعالى لأراهم أمرًا من أمره لا يعمل أحد


(١) وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن وعكرمة وقتادة والضحاك وعطية.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٥، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٨١، "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٦٢، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٨٣، "جامع البيان" للطبري ١٩/ ٥٨ - ٥٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٨.
(٢) يعني قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (٦)} آية [٦].
فقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل ابن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأبو البحتري في نفر من قريش وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنًا شديدًا فأنزل الله {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ}.
انظر: "لباب النقول" للسيوطي (١٢٩)، "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٥٨، "تفسير ابن حبيب" ٢١٨/ أ، "الكفاية" للحيري ٢/ ٧٨/ أ.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٧٣ عن معمر عنه به، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٥٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٥٠ كلاهما من طريق عبد الرزاق به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٥٢ وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر. ونسبه إليه ابن فورك في "تفسيره" ٢/ ٢٤/ أ، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>