للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩ - قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩)} فيه وجهان:

أحدهما: أن يكون جمع الشكر كالفلوس لجمع الفَلْس، والكُفُور لجمع الكفر.

وا لآخر: أن يكون بمعنى المصدر، كالقعود والدخول والخروج (١).

قال مجاهد (٢) وسعيد بن جبير (٣): أما إنهم ما تكلموا به، ولكن


= هذا القول بشيء، فإن في إطعام الأسير المشرك ثوابًا وهذا محمول على صدقة التطوع. فأما الفرض فلا يجوز صرفه إلى الكفار، ذكره القاضي أبو يعلى. ا. هـ.
قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٧: قلت: وكأن هذا القول عام يجمع جميع الأقوال، ويكون إطعام الأسير المشرك قربة إلى الله تعالى، غير أنه من صدقة التطوع، فأما المفروضة فلا. والله أعلم.
وقال الجصاص في "أحكام القرآن" (ص ٣٧٠): وهذِه الآية تدل على أن في إطعام الأسير قربة ويقتضي ظاهره جواز إعطائه من سائر الصدقات إلا أصحابنا لا يجيزون إعطاءه من الزكوات وصدقات المواشي وما كان أخذه منها إلى الإمام، ويجيز أبو حنيفة ومحمد جواز إعطائه من الكفارات ونحوها، وأبو يوسف لا يجيز دفع الصدقة الواجبة إلا إلى المسلم. ا. هـ.
(١) قاله الأخفش في "معاني القرآن" ٢/ ٧٢٢، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٢١٠، والنحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٩٩، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٩٥.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٢١٠ - ٢١١، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٤٨٤ لعبد بن حميد، وابن المنذر أيضًا، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٥/ ٣٥١.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٢١١، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٩٥، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٤٣٤، والسمعاني في "تفسير القرآن" ٦/ ١١٦ - ١١٧ ولم ينسبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>