للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأرض قطعًا متجاورة، فينزل عليها الماء من السماء، فتخرج هذا زهرتها وثمرها وشجرها، وتخرج نباتها، وتحيي مواتها، وتخرج هذِه سبخها وملحها وخبيثها، وكلتاهما تسقى بماء واحد، فلو كان الماء ملحًا قيل: إنما هذا من قبل الماء. كذلك الناس خلقوا من آدم، فينزل عليهم من السماء تذكرة، فترق قلوب فتخشع وتخضع، وتقسوا قلوبٌ فتلهو وتسهو وتجفو، قال الحسن: والله ما جالس القرآن أحد إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله -عز وجل-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)} (١) (٢).

{إِنَّ فِي ذَلِكَ} الذي ذكرت {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

٥ - {وَإِنْ تَعْجَبْ}

يا محمد من تكذيب هؤلاء المشركين، واتخاذهم ما لا يضر ولا ينفع آلهة يعبدونها من دون الله، وهم قد رأوا من قدرة الله -عز وجل- وأمره، وما ضرب لهم من الأمثال (٣) {فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} فتعجب أيضًا من قولهم


(١) الإسراء: ٨٢.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٤٠ بتمامه. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٨٤.
(٣) قاله ابن زيد، ونحوه قاله قتادة، أخرجه عنهما الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٤٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٢٢٤.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٢٢٣ عن الحسن أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>