١٥ - قد يورد الحديث أحيانًا؛ لمعرفة اسم النازل فيه الآية، وتعيين المبهم فيها:
ومن الأمثلة على ذلك:
- عند تفسيره لقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}[آل عمران: ٧٧]: ساق بسنده عن عبد الله بن مسعود: من حلف يمينًا يستحق به مالًا وهو فيها فاجر لقي الله -عَزَّ وَجَل- وهو عليه غضبان، أنزل الله تعالى تصديق ذلك:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}[آل عمران: ٧٧]. فقال الأشعث بن قيس: فيّ نزلت، كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"شاهداك أو يمينه. . . " الحديث.
- وعند تفسيره لقول الله تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا}[آل عمران: ٨٤]: قال: نزلت في أثني عشر رجلًا ارتدوا عن الإسلام وخرجوا من المدينة ولحقوا بمكة كفارًا، منهم الحارث بن سويد الأنصاري أخو الجُلاس بن سويد فأنزل الله تعالى فيهم:{وَمَنْ يَبْتَغِ}[آل عمران: ٨٥]، ثم قال عند تفسيره لقول الله تعالى:{أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ. .} إلى قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا}[آل عمران: ٨٦ - ٨٩]: وذلك أن الحارث بن سويد لما لحق بالكفار ندم وأرسل إلى قومه أن سلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل لي من توبة؟ ففعلوا ذلك، فأنزل الله تعالى:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} الآية، فحملها إليه رجل