للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه (١).

٧٧ - {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}

وأنا بريء منهم، وإثما وحد العدو لأنَّ معنى الكلام: فإن كل معبود لكم عدو (٢).

وأما الوجه في معنى وصف الجماد بالعداوة فهو أن معنى الآية: إنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة كما قال تعالى: {سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} (٣) (٤).

قال الفراء: هو من المقلوب أراد فإني عدو لهم، لأنَّ من عاديته عاداك (٥).


(١) قاله ابن فورك في "تفسيره" ٢/ ٢٨/ أ، وابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ أ، وعنه الحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٢/ ب.
(٢) أي: أنَّه أخرج مخرج المصدر مثل القعود والجلوس. قاله الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٨٤.
(٣) مريم: ٨٢.
(٤) وهو قول الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٨١، والنحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٨٧ وقال وهو أصح ما قيل فيه، والطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٨٤.
(٥) نسبه إليه البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١١٧، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١١٠.
ولم أقف عليه في "معاني القرآن" للفراء، ولعل نسبة هذا القول إليه وهم، والصواب أنَّه ابن قتيبة كما في "تأويل مشكل القرآن" بنصه (١٩٣) ونسبه لابن قتيبة: ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٢/ ب وهذا القول كما قال أبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ٢٢: ليس بشيء ولا ضرورة تدعو إلى ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>