للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أهل العسكر فتفشلوا. فذهب كل رجل منهم فأخبر قريبه، وابن عمته، إلا رجلان، وفيا بما قال لهم موسى عليه السلام، وهما يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف، فتى موسى، وكالب بن يوفنا، ختن موسى على أخته مريم بنت عمران، وهما من النقباء، فعلمت جماعة بني إسرائيل ذلك، ورفعوا أصواتهم بالبكاء، وقالوا: يا ليتنا متنا في أرض مصر، وليتنا نموت في هذِه البرية، ولا يدخلنا الله أرضهم، فيكون نساؤنا وأولادنا وأثقالنا غنيمة لهم، وجعل الرجل يقول لأصحابه: تعالوا نجعل علينا رأسًا، وننصرف إلى مصر (١)، فذلك قوله عز وجل إخبارًا عنهم: {قَالُوا يَامُوسَى} الآية.

قال قتادة: كان لهم أجسام وخلق عجيب ليس لغيرهم (٢).

{وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ}، فلما قالوا ذلك وهمُّوا بالانصراف إلى مصر خرَّ موسى وهارون ساجدين، وخرق يوشع وكالب ثيابهما، وهما اللذان أخبر الله تعالى عنهما في قوله:

٢٣ - قوله- عز وجل {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} (٣)

أي: يخافون الله، وقرأ سعيد بن جبير (يُخافون) بضم الياء،


(١) هذا من كلام ابن إسحاق، كما أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٧٦.
(٢) أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٧٤.
(٣) وهو قول ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وقتادة، والربيع.
انظر أقوالهم عند الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٧٤ - ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>