للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٤٢ - قوله: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ}

يعني: وأنشأ من الأنعام {حَمُولَةً} وهي: كلُّ ما يُحمل عليها وُيركب، مثل: كبار الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير، وسمِّيت بذلك؛ لإنَّها تَحْمِل.

قال عنترة:

ما رَاعَنِي إلَّا حَمُولةُ أهلها ... وسط الركاب، تَسِفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ (١)

والحمولة: الأحمال (٢).

قال أهل اللغة: (الفَعُولة) بفتح الفاء إذا كانت بمعنى الفاعل، استوى فيها المذكَّر والمؤنّث، نحو قولك: رجل فَروقة، وامرأة فروقة: للجبان الخائف، ورجل صَرورة وامرأة صرورة: إذا لم يحجَّا (٣).

وإذا كانت بمعنى (المفعول) فُرِّقَ بين الذكر والأُنثى بالهاء، كالحَلوبة والرَكوبة.


(١) "ديوان عنترة" (ص ١٧٣) بلفظ: وسط الديار. والخمخم: نبات تأكله الإبل؛ وذلك أنهم كانوا مجتمعين في الربيع، فلما يبس البقل، سفَّت حب الخمخم، فكان ذلك نذيرًا بوشك فراقهم. وانظر: "لسان العرب" ١٢/ ١٩١، "العين" ٤/ ١٤٧، "خزانة الأدب" ٧/ ٣٩٢، "جمهرة أشعار العرب" (١٦٢)، "جامع البيان" ١٢/ ٧٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ١١٢.
(٢) "المحكم" لابن سيده ٣/ ٣٧٠، "اللسان" ١١/ ١٤٧.
(٣) انظر: "المزهر في علوم اللغة" للسيوطي ٢/ ١٨٤، "شرح شافية ابن الحاجب" ٢/ ١٣٩، "الأصول في النحو" لابن السراج ٣/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>