للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كقوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا} (١)، {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (٢).

١٥٧ - {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ}

يعني: أصوب من اليهود والنصارى دينًا {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}: حجَّة واضحة، بلغة (٣) تعرفونها. {وَهُدًى} وبيان (٤) وفرقان {وَرَحْمَةٌ}: ونعمة، لمن آتبعه، وعمل به {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ}: أعرض {عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ}: شدة العذاب {بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} يعرضون.

١٥٨ - (قوله -عز وجل-) (٥): {هَلْ يَنْظُرُونَ}:

ينتظرون {إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}: لقبض أرواحهم {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} بلا كيف؛ لفصل القضاء بين خلقه، في موقف القيامة.

وقال الضحاك: يأتي أَمرُهُ، وقَضَاؤُهْ (٦) {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}


(١) الحج: ١٩.
(٢) الحجرات: ٩.
(٣) في (ت): بليغة.
(٤) ليست في (ت).
(٥) من (ت).
(٦) انظر: "الوسيط" للواحدي ٢/ ٣٤٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ١٤٤. وهذا تأويل لصفة الإتيان، والحق ما عليه جمهور أهل السنة والجماعة وسلف الأمة، الذين كانوا يمرون هذِه الصفات كيف جاءت، بلا تكييف أو تشبيه أو تأويل أو تمثيل أو تعطيل. والصحيح، هنا: أن الإتيان صفة ثابتة لله، نثبتها له كما جاءت، ولا نؤولها بإتيان أمره وقضائه، فهذا مخالف لمذهب أهل السنة. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>