للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: طلوع الشمس من مغربها {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (١).

وقرأ ابن عمر وابن الزبير - رضي الله عنهم -: (يوم تأتي بعض آيات ربك) بالتاء (٢).

قال المبرِّد: على المجاورة، لا على الأصل، كقولهم: ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصَابِعهِ (٣).

وقال جرير:

لمَّا أتى خَبَرُ الزبيرِ تساقطتْ ... سورُ المدينة، والجبال الخشَّعُ (٤)

فأنَّث فعل السور -وهو مذكَّر؛ لاتصاله بمؤنَّث.

[١٣٥٨] أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق (٥)


(١) من (ت).
(٢) "البحر المحيط" ٤/ ٢٩٥، "الدر المصون" ٣/ ٢٢٣، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٥٩٤.
(٣) "المقتضب" للمبرد ٤/ ١٩٧، وانظر "الكتاب" لسيبويه ١/ ٥٢.
(٤) البيت لجرير، يعير به الفرزدق بالغدر ويهجوه؛ فإن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - حين انصرف يوم الجمل، عرض له رجل من بني مجاشع -رهط الفرزدق، فرماه، فقتله غِيْلةً. ووصف الجبال بأنها خشع. يريد: عند موته، خشعت وطأطأت؛ من هول المصيبة في مقتله، ومن قبح ما لقي من غدر بني مجاشع.
انظر: "ديوانه" (ص ٢٧٠)، "مقاييس اللغة" ٢/ ١٤٦ (خشع)، "لسان العرب" ٤/ ٣٨٤ (سور)، "خزانة الأدب" ٤/ ٢١٨، "الحماسة البصرية" ١/ ٢٠٢.
(٥) السلمي النيسابوري. محِّدث ثقة، لكن تغيَّر عقله قبل موته بثلاث سنوات، وما سمع أحدٌ منه بعد تغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>