للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} يمنعنا من المشركين، فأجاب الله تعالى دعاءهم، فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة جعل الله تعالى لهم النبي وليًا، فاستعمل عليها عتاب بن أسيد، فجعل الله لهم نصيرًا، فكان ينصف الضعيف من الشديد، فنصرهم الله تعالى به وأعانهم (١)، وكانوا أعز بها من الظلمة قبل هذه، وفي هذه الآية دليل على إبطال قول من زعم: أن العبد لا يستفيد بالدعاء معنى، لأن الله حكى عنهم أنهم دعوه، فأجابهم الله تعالى، وآتاهم ما سألوه، ولولا أنه أجابهم إلى دعائهم ما كان لذكر دعائهم معنى. والله أعلم (٢).

٧٦ - {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي: في طاعته {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} يعني: في طاعة الشيطان {فَقَاتِلُوا} أيها المؤمنون {أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} أي: حزبه، وجنوده {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ} أي: مكره، وصنيعه، ومكر من اتبعه {كَانَ ضَعِيفًا} كما خذلهم يوم بدر.


(١) هذا من تمام كلام الكلبي السابق ذكره، ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٥٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ١٣٣، وابن حجر في "الإصابة" ٦/ ٣٧٣.
(٢) بعدها في (م)، (ت) زيادة: بالصواب، وقد ذكر هذه المسألة ابن القيم في كتابه النافع "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" (ص ٣٥ - ٣٦) ورد على القائلين بها من وجوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>