للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علمان علم الأديان وعلم الأبدان، فقال له عليّ: قد جمع الله تعالى الطب كله في نصف آية من كتابنا. قال: وما هي؟ قال: قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} فقال النصراني: ولا يؤثر عن رسولكم شيء من الطب؟ فقال عليّ: جمع رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الطب في ألفاظ يسيرة قال: وما هي؟ قال: قوله -عليه السلام-: "المَعَدة بيت الداء والحمية رأس كلّ دواء، وأعطِ كل بدن ما عودته" (١). فقال النصراني: ما ترك كتابكم ولا نبيّكم لجالينوس (٢) طبًّا (٣).

٣٢ - قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}.

يعني الثياب قال ابن زيد: كان قوم إذا حجّوا واعتمروا حَرَّموا الشاة عليهم وما يخرج منها، لبنها، وسمنها، ولحمها، وشحمها، فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (٤).


(١) قال الإمام السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص ٣٨٩): لا يصح رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو من كلام الحارث بن كِلْدة طبيب العرب أو غيره.
(٢) جالينوس: طبيب يوناني وأحد أعظم الأطباء في العصور القديمة، قال فيه صاحب عيون الأنباء: كان خاتم الأطباء الكبار المعلمين، وليس يدانيه أحد في صناعة الطب، فضلًا عن أن يساويه. أهـ. وضع عشرات من المؤلفات في علمي التشريح والفسيولوجيا، وطور أول النظريات الطبية التي تعتمد على التجارب العلمية.
انظر: "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة (ص ٩٥)، و"موسوعة المورد" ٤/ ١٨٦، و"الموسوعة العربية العالمية" ٨/ ١٣٧.
(٣) ذكر القصة القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ١٩٢.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٦٣ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>