للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلّا قوتًا، ولا يأكلون دسمًا في أيام حجّهم يعظّمون بذلك حجّهم، فقال المسلمون: يا رسول الله نحن أحق أن نفعل، فأنزل الله تعالى: {وَكُلُوا} يعني: اللحم والدسم {وَاشْرَبُوا} (١). {وَلَا تُسْرِفُواْ} يعني: الحرام. قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: كُلْ ما شئت، والْبَس ما شئت ما أخطأتك خصلتان: سَرَف ومَخِيلَة (٢).

وقال مجاهد: الإسراف ما قَصَّرت به عن حَقِّ الله -عزَّ وجلَّ-، وقال: لو أنفقت مثل أُحُد في سبيل الله لم تكن مسرفًا، ولو أنفقت درهمًا أو مُدًّا في معصية الله تعالى كان إسرافًا (٣).

وقال الكلبي: ولا تُسرفوا يعني ولا تحرّموا طيّبات ما أحلّ الله لكم (٤) {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (٥). المجاوزين الحلال إلى الحرام في الشراب والطعام.

وبلغني أنّ الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق، فقال لعليّ بن الحسين بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم


(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٢٥ عنه.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٥٧ عنه. مَخِيلَةٍ: أي ذو كِبْرٍ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٢٢٦ (خيل).
(٣) ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٥١٩، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ١٩٦ عنه، إلّا أنهما قالا: لو كان أبو قُبَيْس ذَهَبَا لرجل فأنفقه في طاعة الله. . الخ. وفيه اختلاف في الألفاظ.
(٤) لم أجده.
(٥) في الأصل: (ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين) وما أثبته من (ت) و (س) وهو كذلك في كتاب الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>