للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٥ - {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}

من قريش وغطفان (١) {بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} ظفرًا {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} بالملائكة والريح. {وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}.

{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ} يعني: عاونوا الأحزاب من قريش وغطفان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل الإيمان وهم بنو قريظة، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أصبح من الليلة التي انصرف الأحزاب راجعين إلى بلادهم انصرف -عليه السلام- والمسلمون عن الخندق راجعين إلى المدينة، ووضعوا السلاح، فلما كان الظهر أتى جبريل -عليه السلام- معتجرًا (٢) بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة (٣) عليها قطيفة من ديباج، ورسول الله


= قال ابن كثير: هم تحت مشيئته في الدنيا، إن شاء استمر بهم على ما فعلوه حتى يلقوه فيعذبهم عليه، وإن شاء تاب عليهم بأن أرشدهم إلى النزوع عن النفاق إلى الإيمان والعمل الصالح بعد الفسوق والعصيان، ولما كانت رحمته ورأفته تبارك وتعالى بخلقه هي الغالبة لغضبه قال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}. "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ١٣٨.
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٤٩ عن يزيد بن رومان.
(٢) الاعتجار: لف العمامة على الرأس دون التلحي بها، ومنه حديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة يوم الفتح معتجرا بعمامة سوداء، أي: أنه لفها على رأسه ولم يتلح بها. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٢١٨، "مختار الصحاح" للرازي (١٧٤).
(٣) الرحل: مركب للبعير والناقة، والرحالة نحوه، قال الأزهري: الرحالة أكبر من السرج، وتغشى بالجلود، وتكون للخيل والنجائب من الإبل، وقيل: رحل البعير هو أصغر من القتب، وجمعه الرحال، ورحل البعير شد على ظهره الرحل.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٢٩١ - ٢٩٢، "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٠٠) (رحل).

<<  <  ج: ص:  >  >>