للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- صلى الله عليه وسلم - عند زينب بنت جحش وهي تغسل رأسه، وقد غسلت شقه، فقال: قد وضعتَ السلاح يا رسول الله؟ ، قال: نعم، قال جبريل: عفا الله عنك، ما وَضَعَت الملائكة السلاح منذ أربعين ليلة، وما رجعت الآن إلا من طلب القومِ إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة، وأنا عامد إلى بني قريظة، فاعمد إليهم فإني قد قطعت آثارهم، وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال (١).

قال: فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- مناديًا فأذن أن من كان سامعًا مطيعًا فلا يصلين العصر إلا في قريظة، وقدّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليّ بن أبي طالب -عليه السلام- برايته إليه، وابتدرها الناس فسار علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم، فرجع حتى لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الطريق، فقال: يا رسول الله، ما عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابث (٢). قال: "لِمَ؟ ! أظنك سمعت لي منهم أذى" قال: نعم يا رسول الله. قال: "لو قد رأوني لم يقولوا من ذلك شيئًا".

فلما دنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حصونهم قال: "يا إخوان القردة هل أخزاكم الله، وأنزل بكم نقمته؟ "، قالوا: يا رسول الله، يا أبا


(١) بلبل متاعه: إذا فرقه وبدده، والبلبلة والبلابل والبلبال: شدة الهم والوساوس في الصدور، وبلبل القوم بلبالا: حركهم وهيجهم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٧٢ - ٧٣ (بلل).
(٢) الخبيث ضد الطيب من الرزق والولد والناس، ورجل خبيث أي: خب رديء. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٤٤٧ (خبث).

<<  <  ج: ص:  >  >>