للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن: وما كنا عن الخلق غافلين أن ينزل (١) عليهم ما يحييهم من المطر (٢).

١٨ - قوله عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ}

ثم أخرجنا منها ينابيع فماء الأرض هو من السماء.

{وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} حتي تهلكوا عطشًا، وتهلك مواشيكم، وتخرب أراضيكم (٣).

* * *


(١) في (م): ننزل.
(٢) انظر: "تفسير ابن فورك" ٣/ ٣/ ب، "مفاتيح الغيب" للرازي ٢٣/ ٨٧، "النكت والعيون" للماوردي ٤/ ٤٩. وبلا نسبة في "زاد المسير" لابن الجوزي ٥/ ٤٦٥. والأولى حمل الآية على العموم، فالمعني أننا لا نغفل مخلوقًا ولا ننساه ولا نخلق خلقًا فنضيعه، ولا نغفل عن السماء فتقع على الأرض، ولا ننسى ذرة في لجج البحار وجوانب الفلوات ولا دابة إلا سقنا إليها رزقها وهو بكل شيء محيط.
ومما يؤيده ما نقله ابن حبيب في "تفسيره" ٢٠٢/ أ، وكذا الحيري في "الكفاية" ٢/ ٤٨/ ب عن أكثر المفسرين قولهم في هذِه الآية: يعني: عما خلقنا من الخلق ما كنا غافلين عنهم عن أقوالهم وأفعالهم وعقولهم وإضمارهم.
وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ١١٧، "تيسير الكريم الرحمن" للسعدي (٤٩٨)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ١١١.
(٣) وذلك بانعدام الماء أو بصرفه إلى السباخ والبراري والقفار، أو بجعله أجاجًا لا ينتفع به لشرب ولا لسقي، أو بجعله لا ينزل إلى الأرض، أو بجعله يغور إلى مدى لا يوصل إليه ولا ينتفع به، ولكن بلطفه ورحمته ينزل الماء من السماء عذبًا فراتًا فيسكنه في الأرض ويسلكه ينابيع في الأرض فينتفع به ومنه.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>