للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما أرسله في صورة البشر لتثبت مريم عليها السلام وتقدر على استماع كلامه، (ولو نزل على صورته التي هو عليها لفزعت ونفرت عنه، ولم تقدر على استماع كلامه) (١).

فلما رأته مريم عليها السلام:

١٨ - {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨)}

مؤمنًا مطيعا (٢).

وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (٣): علمت أن التقي ذو نُهية (٤).

وقيل: كان تقي رجلًا من أمثل النَّاس في ذلك الزمان، فقالت: إن


(١) ما بين القوسين ساقط من (ح).
(٢) قال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٥٣: هذا هو القول عند المحققين.
(٣) في الأصل: كرم الله وجهه.
(٤) لم أجده مرويا عن علي - رضي الله عنه -.
لكن رواه البُخَارِيّ عن أبي وائل معلقًا. كتاب أحاديث الأنبياء، باب (٤٨).
وأبو وائل هو شَقِيق بن سلمة التابعي رحمه الله.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢٢٧: قال الطبري: حَدَّثني أبو كريب، حَدَّثني أبو بكر عن عاصم قال: قال أبو وائل، فذكره.
والذي في مطبوعة "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٦١. عن عاصم، قال: قال ابن زيد، فذكره فلعله خطأ من النسخة التي طبع عليها، أو من المطبوعة، والله أعلم.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ٦/ ٤٧٩: وصله عبد بن حميد، من طريق عاصم قال: قرأ أبو وائل. فذكره، ورواه أَيضًا عن أبي وائل: ابن المنذر، وابن أبي حاتم، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٨٠ وقال ابن حجر: والنهية: بضم النُّون، وسكون الهاء، أي ذو عقل، وانتهاء عن فعل القبيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>