للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم جعل كل شيء يهلك حَبَطًا، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وإنَّ مما ينبت الربيع ما يقتل حَبَطًا أو يُلمّ" (١) (٢).

{أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}

٢٣ - قوله -عز وجل-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ}

يعني: اليهود (٣) {يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ}.

اختلفوا في هذا الكتاب الذي أخبر الله تعالى أنهم يدعون إليه، فيعرضون عنه:

فقال قوم: هو القرآن (٤).


(١) قوله: "أو يُلم" بضم أوله. أي: يقرب من الهلاك.
انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ١٠/ ٣١٧ (لم).
(٢) التخريج:
ما أورده الثعلبيّ جزء من حديث أخرجه الحميدي في "مسنده" ٢/ ٣٢٥، والبخاري في عدة مواضع منها: كتاب الرقاق، باب ما يُحذَر من زهرة الدنيا والتنافس فيها (٦٤٢٧)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها (١٠٥٢)، وابن ماجه في "السنن" كتاب الفتن، باب فتنة المال (٤٠٤٣) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أكثر ما أخاف عليكم ما يُخرج الله لكم من بركات الأرض .. " فسرد الحديث إلى أن قال: "وإن كلّ ما أنبت الربيع يقتل حبطًا أو يُلمّ". وهذا من لفظ البخاريّ.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣/ ٢١٨، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٤١٥.
(٤) هو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، وابن جريج، كما في: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٢١.
وانظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٣٤٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤١٦، "التحرير والتنوير" لابن عاشور ٣/ ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>