للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأنفسكم عن نفسه، وعما كان هو به (١)، كما فعل هو إذ كسرت رباعيته، وجرح فوق حاجبه، وقُتل عمه حمزة، وأوذي بضروب الأذى، فواساكم مع ذلك بنفسه، فافعلوا أنتم أيضًا كذلك، واستنوا بسنته.

{لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} في البلاء والرخاء.

ثم ذكر المؤمنين وتصديقهم موعود الله تعالى فقال:

٢٢ - {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا}

تسليمًا لأمر الله وتصديقًا لوعده: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} ووعد الله إياهم قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} إلى قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (٢)، {وَمَا زَادَهُمْ} ذلك {إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.

٢٣ - {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}

فوفوا به {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي: فرغ من نذره ووفى بعهده وصبر على الجهاد حتى استشهد، والنحب النذر، والنحب أيضًا الموت، قال ذو الرمَّة:

عشية فرَّ الحارثيون بعدما ... قضى نحبه في ملتقى القوم هَوْبَر (٣)


(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٤٣ عن يزيد بن رومان.
(٢) البقرة: ٢١٤.
(٣) قضى نحبه: أي: نذره الذي كان، والنحب أيضًا: النفس، أي: الموت، =

<<  <  ج: ص:  >  >>