للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: ١١] قال في تصريف (قيل): (قيل): فعل ماضٍ مجهول، وكان في الأصل (قُوِلَ) مثل (فُعِل) فاستثقلت الكسرة على الواو، فنُقلت كسرتها إلى فاء الفعل، فانقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها.

وعند قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [البقرة: ١٦٨].

قال عند قوله (خطوات): وكلُّ ما كان من الأسماء على وزن (فُعْلة) فجُمع على التاء، فإنَّ الأغلب والأكثر في جمعه التثقيل وتحريك عين الفعل بالحركة التي على فاء الفعل في الواحد. مثل: ظُلْمة وظُلُمات، وقُرْبة وقُرُبات، وحُجْرة وحُجُرات، وقد يُخفَّف أيضًا.

[٨ - الشواهد الشعرية والعناية الفائقة من الثعلبي بها]

للشعر أهمية كبرى في معرفة الألفاظ العربية، وأصولها، ودلالاتها، ومعانيها. ولذا فقد اهتم به العلماء منذ عصر الصحابة والتابعين.

فقد روى عكرمة عن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإنَّ الشعر ديوان العرب (١).

وروى أبو عبيد بإسناده عن ابن عباس: أنَّه كان يُسأل عن القرآن فيُنشد فيه الشعر.


(١) "البرهان" ١/ ٣٦٨، "الإتقان" ١/ ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>